لبنان أزمات مستمرة تستدعي انتخاب رئيس في ظل الويلات

تجددت الأزمات في لبنان، في الوقت الذي يتعرض فيه البلد لحرب شرسة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى والدمار. في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي لم يتعاف منها لبنان بعد، تثار تساؤلات حول إمكانية إجراء انتخابات رئاسية قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ويعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تكون بوابة لإنهاء الحرب واستعادة عافية البلاد.

ومع ذلك، يبدو أن مقترح انتخاب رئيس في وقتٍ يعاني فيه لبنان من الأزمات يعكس سذاجة الواقع، حيث أن نظام لبنان ليس رئاسيًا كما هو الحال في دول مثل الولايات المتحدة أو فرنسا. بل، بلاده تعتمد على نظام برلماني يجمع النواب وفق الانتماءات الطائفية والسياسية، مما قد يجعل مسألة اختيار رئيس أمرًا معقدًا للغاية.

وفي حال نجاح الحكومة في تشكيل حكومة جديدة، فإن قدرة الرئيس المنتخب على التأثير ستكون محدودة بسبب عدم وجود سلطات قوية في أيدي الرئيس نفسه، حيث يُعد دوره تشجيعيًا أكثر من كونه فعالاً في اتخاذ القرارات. وهذا يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق الاستقرار السياسي من خلال انتخابات رئاسية في ظل المعطيات الحالية.

علاوة على ذلك، يتساءل المراقبون عما إذا كانت قوى سياسية مثل حزب الله ستبقى لها تأثيرات بارزة في الساحة السياسية اللبنانية حتى مع انتخاب رئيس جديد. عدم توافق جميع المكونات اللبنانية على خطوط حمر واضحة قد يجعل من الصعب وقف إطلاق النار أو تحقيق أي تقدم سياسي ملموس.

وفي نهاية المطاف، تبقى الأولوية لوقف التصعيد العسكري، وبعد ذلك يمكن البحث في الوضع الرئاسي لتشكيل حكومة تحقق بعض الاستقرار. لكن، هل سيكون بالإمكان استعادة الثقة في نظام يظهر بين الفينة والأخرى عجزه عن معالجة الأزمات موجة بعد موجة؟ السؤال يبقى مطروحًا.

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، هل سيستطيع هذا البلد تجاوز أزماته وتحقيق الأمن والاستقرار، أم أن الأوضاع ستبقى على حالها دون تغيير؟ فقط الوقت كفيل بإجابة هذا السؤال.