اغتيال السنوار ونتائجه على الحرب في غزة تحليل عسكري وسياسي

أثار اغتيال القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، تساؤلات متعددة حول تداعيات هذه العملية على مجريات الحرب في غزة، وفرص إبرام صفقة تبادل الأسرى، بالإضافة إلى إمكانية توقف الصراع بعد استهداف أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل، والذي يُعتبر العقل المدبر للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.

وفي هذا السياق، صرح الخبير العسكري المصري، اللواء محمد عبد الواحد، بأن “تأثير اغتيال السنوار على حركة حماس سيكون متفاوتاً”. وقد أضاف أن تأثير هذه العملية على المعنويات داخل الحركة سيكون موجوداً، كونه زعيماً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، لكن على المستوى العسكري الفعلي، لن تتأثر الحركة بشكل كبير. وأوضح أن “طبيعة الحرب الحالية تفرض واقعاً قيادياً عنقودياً وليس مؤسسياً”، مما يعني أن كل مجموعة مقاتلة لها القدرة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل.

وأشار عبد الواحد إلى أن حركة حماس قادرة على الاستمرار في سياق العمليات العسكرية بالطريقة التي تسير بها، حيث تبقى المعارك مستمرة في ظل غياب أية مقاربات سياسية لوقف الحرب. وعلق على إمكانية توقف إسرائيل للحرب بعد اغتيال المسؤول الأول لديها، قائلاً إنه “لا توجد رغبة إسرائيلية لوقف الحرب، حيث تواصل إسرائيل مشروعها لتدمير غزة”.

وأضاف عبد الواحد أن “إسرائيل قد تُصدر قائمة جديدة من الاغتيالات لتبرير استمرار المعارك في المنطقة”. وأكد أن الغرض من هذه العمليات هو جعل غزة غير قابلة للعيش، مما يجبر السكان على الهجرة.

من جهته، تناول الدكتور عبد المهدي مطاوع، أستاذ العلوم السياسية، في تعليقه على الحادثة، أن “اغتيال السنوار سيؤثر بالتأكيد على مجريات الحرب، حيث سيشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، براحة أكبر في تنفيذ صفقة تبادل الأسرى”. وأشار إلى أن إسرائيل تحرص على “تدفيع الثمن” لمن قاموا بتنفيذ هجمات ضدها، فإذا كان هناك قتيل إسرائيلي، يجب أن يتم الانتقام، حتى لو تأخر.

كما أوضح الدكتور مطاوع أن “العملية المتعلقة بالأسرى ستكون أكثر مرونة الآن، حيث لا توجد قيادة محلية يمكن أن ترفض الصفقة، مما يجعل فرصة نجاحها أكبر”. وتوقع أن يتسبب هذا الاغتيال في إعادة الثقة لدى الجمهور الإسرائيلي، مما قد يعطي نتنياهو حافزاً للتفاوض والنزول عن المواقف المتشددة.

المصدر RT