اجتمع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، يوم أمس الثلاثاء، مع مجموعة من الشركات المهتمة بمناقصة تصميم وبناء وتأهيل وصيانة محطة إنتاج الطاقة الكهرومائية في منطقة حراش جعيتا، في خطوة تهدف إلى دعم قطاع الطاقة في لبنان.

وفي تصريحاته، أكد فياض على التزام هذه الشركات بالتعاون مع الدولة اللبنانية، قائلاً “إن التزامنا جميعاً بهذه المشاريع يعكس حرصنا على سيادة الوطن وضرورة العمل على بنائه بما يضمن استمرار الحياة لكل اللبنانيين، ويعزز التضامن والانصهار في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب الصمود.”

وأشار فياض إلى أن المشروع قد يكون متواضعاً من حيث حجمه الاقتصادي، لكن له رمزية كبيرة، موضحاً أن المشروع سيوفر ما يقارب مليوني دولار سنوياً من خلال تأمين 6 ملايين كيلووات من الطاقة لصالح قطاع المياه.

وأضاف “الفيول متوفر، وقد انخفض الطلب على الكهرباء بسبب الظروف الحالية، بينما تواصل البواخر تزويدنا بالديزل والفيول بانتظام. نحن نعتمد على التزامكم بتقديم عروض تنافسية في إطار مساهمتكم في بناء الوطن.”

وفي سياق حديثه، وجه فياض تحية إلى “إخواننا الصامدين في الجنوب وعلى جميع جبهات القتال”، مستنكراً “الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية التي تستهدف المناطق السكنية، والمجازر التي ترتكب ضد المدنيين”. كما أدان تدمير البنى التحتية.

وأضاف فياض “رغم إجرام العدو الذي بدأ مشروعه التوسعي منذ أكثر من 70 عاماً، نحن نقوم بدورنا في الصمود والدفاع عن لبنان بأفضل الوسائل المتاحة، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو من خلال العمل الفعلي على الجبهات.”

وأشار إلى أن “الاتصالات مع الأسرة الدولية والدول الفاعلة مستمرة لتجنب استهداف البنى التحتية وحماية الأبرياء”.

وفي تعليقه على إمكانية ضمان عدم استهداف البنية التحتية، قال فياض “رغم التحديات، نحن نعمل مع مؤسسة كهرباء لبنان لضمان استمرارية العمل وتحسين مستوى الخدمات، بالإضافة إلى إصلاح الأعطال الناتجة عن العدوان، ومحاولة الحفاظ على المخزون المالي لشراء الفيول.”

كما أوضح أن “ما يبعث على الاطمئنان هو توزيع منظومة إنتاج الطاقة بشكل جغرافي ولامركزي، حيث يتم تلبية حوالي 60% من احتياجات الكهرباء في لبنان عبر مئات المولدات الخاصة، وهو ما يمنع تدميرها بالكامل، بالإضافة إلى 20% من الطاقة التي تؤمنها الأنظمة الشمسية، بينما تتوفر 20% فقط عبر المنظومة المركزية التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان.”.

وختاماً، أكد فياض على أهمية الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الدعم الدولي للعدو الإسرائيلي، وتكثيف الاتصالات لتحييد لبنان عن أي حصار قد يؤثر سلباً على معيشة المواطنين والمساعدات الإنسانية.