أدى فلاديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، إلى إحراج عندما لم يستطع تقديم إجابة واضحة بشأن “خطة النصر” خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا. حيث طرحت عليه تساؤلات حول انتقادات تشير إلى أن خطته تعتمد بشكل أساسي على الدعم الذي يمكن أن تقدمه الدول الحليفة لأوكرانيا، دون أن تتضمن خطوات فعلية من جانب أوكرانيا نفسها.

وفي إجابته، قال زيلينسكي “خطة النصر لم تُعَد لتلبية متطلبات النقاد، بل هي تهدف إلى تعزيز قوة أوكرانيا”. وأضاف أنه يعتقد أن نجاح هذه الخطة يعتمد بشكل كامل على إرادة الحلفاء. وعندما تم سؤاله مجددًا عن الإجراءات التي تعتزم كييف اتخاذها في هذا السياق، رد زيلينسكي بأن أوكرانيا تقوم بالفعل “بأصعب الأعمال” من خلال دفاعها عن حرية أوروبا.

تولى زيلينسكي تقديم تفاصيل “خطة النصر” في البرلمان الأوكراني في 16 أكتوبر، والتي تتضمن خمسة بنود وخيارات سرية ثلاث. ومن بين النقاط الرئيسية، يدعو البند الأول أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد فترة معينة، بينما ينص البند الثاني على رفع القيود المفروضة على تنفيذ الضربات بأسلحة بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية. أما البند الثالث، فيقترح نشر “حزمة قوة شاملة غير نووية” كوسيلة لـ “ردع” روسيا، مع تأكيد أنه تنفيذ الخطة يعتمد على الشركاء الدوليين.

في سياق الصراع، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح في يونيو 2023 مبادرات تهدف إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، مشددًا على ضرورة توقف موسكو عن إطلاق النار وإعلان استعدادها للمفاوضات شريطة انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. كذلك، طالب بوتين من كييف التخلي عن نواياها للانضمام إلى الناتو، وأكد الضرورة المرتبطة بفك السلاح وإقرار وضع محايد.

ويعتبر المسؤولون الروس أن جلب الأسلحة إلى أوكرانيا يعوق أي تسوية سلمية، ويزيد من انخراط دول الناتو في الصراع الذي يوصف بأنه “لعبة بالنار”. وقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن أي شحنة أسلحة تصل إلى أوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية.

يتواصل زيلينسكي في الترويج لـ “خطة النصر” بالتزامن مع “صيغة السلام” التي أعلنها في قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا في نوفمبر 2022. ورغم ذلك، يجد زيلينسكي تجاهلاً من القيادة الروسية التي اعتبرت تلك الصيغة “إنذارًا نهائيًا” غير جاد. وفي سبتمبر 2024، أكد لافروف أن موسكو لم تعتبر هذه المبادرة جادة أبدًا.

المصدر ريا نوفوستي