الباحثون يكشفون كيف يقسم الدماغ حياتنا اليومية إلى “فصول” جديدة

أظهرت دراسة جديدة أن دماغ الإنسان يحدث تغييرات ملحوظة عند الانتقال من بيئة إلى أخرى، مثل دخول مطعم. هذه الانقسامات في الدماغ تُعرف بـ”الفصول” الجديدة في اليوم، والتي تنعكس على نشاط الدماغ بشكل كبير. تتجلى هذه التحولات في حياتنا اليومية عند الانخراط في أنشطة متعددة، مثل تناول الغداء أو حضور مباراة لأطفالهم.

شكل هذا البحث جزءاً من جهود العلماء لفهم كيفية عمل دماغنا في تحديد وتحويل الأوقات الجديدة إلى أجزاء منفصلة. ودرس الباحثون دور البيئة وتجاربنا السابقة في تشكيل هذه الفصول.

أحد الفرضيات المطروحة هو أن هذه الفصول تُخلق كرد فعل على تغييرات كبيرة في محيطنا. في حين أن فرضية أخرى تشير إلى أن الدماغ ينشئ هذه الحدود بناءً على سياقات داخلية مرتبطة بتجاربنا السابقة، حيث قد نستجيب بشكل مختلف لتغييرات محيطنا بناءً على أولوياتنا الحالية.

لاختبار هذا، قام الباحثون بتطوير 16 سرداً صوتياً لكل منها مدة ثلاث إلى أربع دقائق، تضمنت تجارب متنوعة وقعت في مواقع مختلفة مثل المطاعم والمطارات. وتناولت السرديات مجموعة من المواقف الاجتماعية مثل الانفصال وعروض الزواج.

قام المتطوعون بالاستماع إلى هذه السرديات بينما استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط الدماغ. وقد أظهروا تغيرات ملحوظة في نشاط الدماغ، خصوصاً في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى (mPFC)، والتي تلعب دوراً أساسياً في تصور البيئة المحيطة.

أظهرت النتائج أن كيفية تقسيم دماغنا للتجارب يعتمد على اهتماماتنا وما نركز عليه. ارتفعت مستويات النشاط في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى بشكل ملحوظ أثناء الأحداث الاجتماعية المهمة مثل قبول عرض الزواج أو إغلاق صفقة تجارية. إذا تم توجيه المشاركين للتركيز على تفاصيل معينة، مثل طلب الطعام في مطعم، فإن إدراكهم للأحداث قد يتغير بشكل جذري.

قال كريستوفر بالداسانو، المؤلف الرئيسي للدراسة “لقد أردنا تحدي الفرضية القائلة بأن التغييرات المفاجئة في نشاط الدماغ تعتمد فقط على التغيرات في البيئة. وقد أظهرت دراستنا أن الدماغ ينظم تجاربنا بنشاط بما يعكس أهميتها بالنسبة لنا”.

خلال التجربة، قام الباحثون أيضاً بدراسة كيف أن المثيرات المختلفة يمكن أن تؤثر على إدراك المشاركين للفصول الجديدة. في النهاية، وجدوا أن هذا التأثير ينطبق على قصص من مختلف السياقات، فكلما تم التركيز على تفاصيل معينة، زادت احتمالية تقسيم المشاركين لتجاربهم إلى فصول جديدة.

يسعى الباحثون الآن لدراسة المزيد حول كيف يمكن أن تؤثر التوقعات على الذاكرة طويلة المدى. ولتعزيز النتائج، جمع الباحثون أيضاً معلومات حول ما يتذكره المشاركون عن كل قصة، ولا يزالون في مرحلة تحليل البيانات.

المصدر لايف ساينس