زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر دعم جهود وقف الحرب في غزة ولبنان

وصل وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة في إطار جولة إقليمية تعتبر المحطة الثامنة له، وتسعى إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في “دعم الجهود لوقف الحرب في غزة ولبنان”. وفي حين يرى المراقبون أن الزيارة تهدف إلى “تفادي تصعيد إسرائيلي ووعيد جديد ضد طهران”.

تحدث عدد من الخبراء لـ RT عن دلالات زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر، والرسائل التي تحملها، بالإضافة إلى الأهداف التي تنشدها طهران من خلال هذه الجولة “المكوكية” التي تشمل دولًا مثل الأردن وتركيا، إضافة إلى السعودية وقطر ولبنان وسوريا وعمان.

وفي هذا الإطار، علق الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، على أهمية هذه الجولة في تعزيز تكتل سياسي ودبلوماسي ضد التصعيد الإسرائيلي، ودعم الدول العربية والإسلامية لمواجهة العدوان المستمر في غزة ولبنان واليمن.

ويأمل أبو النور أن تُسفر جولة الوزير الإيراني عن تأسيس تحالف أقوى ضد إسرائيل، حيث أن تلك الزيارة تمت بناءً على توجيهات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، الذي دعا في سبتمبر الماضي إلى ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.

ويستشعر خبير الشؤون الإيرانية أيضًا أن طهران تسعى لكسب تأييد عواصم مؤثرة مثل القاهرة والرياض وعمان والدوحة، في سياق بيان موقفها في الصراع المستمر مع إسرائيل.

من جهته، أوضح السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن إيران تدرك المخاطر المحتملة المترتبة على التصعيد الراهن مع إسرائيل، وهو ما قد يؤثر على مجمل الأوضاع في المنطقة، مما دفع الوزير الإيراني إلى زيارة عواصم صنع القرار.

وأكد حجازي أن هذه الجولة تهدف إلى إرسال رسائل لكل من الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بضرورة احتواء ردود الفعل الإسرائيلية على العملية العسكرية التي نفذتها إيران في الأول من أكتوبر، عندما أطلقت نحو 200 صاروخ على إسرائيل، معتبرة ذلك ردًا على اغتيال قادتها.

وأشار الخبير الدبلوماسي إلى أن إيران من خلال هذه الزيارة تسعى إلى تأكيد عدم رغبتها في التصعيد العسكري الأقوى، إذ تصف مواقفها بأنها تهدف إلى توضيح موقفها وقوة دبلوماسيتها في ظل الأوضاع الحساسة الحالية.

لاستيعاب الضغوطات، يُعتقد أن إيران تسعى لاحتواء الضربة الإسرائيلية بدلاً من منعها، فإيران تدرك أن الرد الإسرائيلي “قادم لا محالة”، لكنها مستعدة لتحمل الضغوط إذا كانت تستهدف مواقع عسكرية، ولكنها لن تسمح باستهداف مشروعاتها النووية.

وفي تصور حجازي، تكمن رسالة الضغط الأقوى التي يسعى وزير الخارجية الإيراني للحصول على دعمها من عواصم المنطقة في ضرورة “الضغط على الولايات المتحدة”، كونها القوة الوحيدة القادرة على التأثير على إسرائيل فيما يتعلق بمدى ردها. واعتبر أن أي تصعيد بين طهران وتل أبيب يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في المنطقة بأسرها.

المصدر RT القاهرة – محمد الصاحي