دعاء الخوف في زمن الألم نداء من قلوب اللبنانيين إلى الرب

في وسط الأوقات الصعبة التي يعيشها لبنان، تُعبّر كلمات روحية ملهمة عن مشاعر الخوف والتوتر التي تسيطر على النفوس. “أنا خائف يا رب. إنّي في وسط فخاخ كثيرة، أعنّي يا رب. أنا أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (مرقس ٩ ٢٤) تُشكّل صرخة حقيقية تنتظر الإجابة.

يُعاني الشعب اللبناني من إرباك وخوف نتيجة القصف والدمار والنزوح والجوع. “أنظر إلينا وارحمنا، فأنت الإله الرحيم. لا تلمنا إذا كرّرنا وردهنا صوت الاستغاثة. إلى مَن نلتجئ لسواك؟” يُعبر هؤلاء عن احتياجهم العميق للتقرب من الله، مؤكدين أن الاعتماد على إلههم هو الأمل الوحيد في زمن الشدائد.

يقول المؤمنون “كلّ الأمم أحاطت بنا يا رب، ولكن باسمك سنقهرهم”، موضحين أن بالقوة الإلهية سيتمكنون من التغلب على الأعداء وعلى الظروف الصعبة.

في مواجهة الخوف، يتردد صدى كلمات الرسول بولس “حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ ٱلرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلَا أَخَافُ” (العبرانيين ١٣ ٦). على الرغم من أن الخوف قد يكون شعورًا طبيعيًا، إلا أن الثقة بالله تبث الأمل والطمانية في النفوس.

“فلطمئنا يا رب كما طمأنت عذراءك”، يتضرع المؤمنون، راجين من الله أن يزيل الخوف من قلوبهم ويدعوهم للعيش بحب أكبر له.

وعلى الرغم من صعوبة انتزاع الخوف من القلب، يبدو أن الإيمان يظلّ القوة التي تدفع الكثيرين نحو الأمل، مستشهدين بكلمات “غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ الله” (لوقا ١٨ ٢٧).

اختتم المؤمنون دعاءهم قائلين “إقبل يا ربّ دعائي واستجب لصلاة أخوتي. لك التسبيح يا الله”.