في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمستوى التعاون الأمني بين البلدين. وقد عبّر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز هذا التعاون في مجالات متعددة تشمل مكافحة كافة أشكال الجرائم، جرائم الإرهاب، وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى تأمين الحدود والأمن السيبراني. يأتي ذلك من خلال تبادل المعلومات الفعّال، مما سيسهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وقد جاء هذا التصريح في البيان المشترك الصادر عقب زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، حيث تم اللقاء مع الرئيس السيسي، وتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون، بما في ذلك تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، واتفاقية لحماية الاستثمار بين الدولتين.

على الصعيد الدولي، جددت مصر والسعودية التزامهما بمواصلة التنسيق المكثف للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وفيما يتعلق بالأوضاع في فلسطين، عبّر الجانبان عن قلقهما العميق من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة النزاع المستمر، والذي أسفر عن وفاة وإصابة أكثر من 150 ألف مدني. وشددا على ضرورة التوصل إلى هدنة مستدامة ووقف دائم لإطلاق النار، فضلاً عن رفع الحصار عن القطاع وحماية المدنيين وفقًا للقوانين الدولية. كما أدان الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية المتجددة على الأماكن المقدسة في القدس، وأكدا على ضرورة الدفاع عن الوضع التاريخي والديني القائم.

وأشار الجانبان إلى أهمية الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقد أثنت مصر على جهود المملكة في استضافة القمة العربية الإسلامية في الرياض.

وعلى صعيد الأزمة اللبنانية، عبّر الجانبان عن قلقهما إزاء التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مؤكدين على أهمية أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، والتضامن مع الشعب اللبناني، وأهمية دور الجيش اللبناني في ضمان الأمن.

أيضًا، أكدت الدولتان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مشيرتين إلى أهمية الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع. كما شددتا على ضرورة انخراط الحوثيين بإيجابية في جهود السلام.

وفي الشأن السوداني، تم تأكيد أهمية الحوار المستمر بين الأطراف السودانية للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار. كما دعمت الدولتان الحل الليبي-الليبي، وأكدتا على أهمية الدور الإقليمي والدولي في تحقيق استقرار ليبيا.

في جانب آخر، أعرب الجانبان عن تقديرهما للإصلاحات التي تم تنفيذها في الصومال تحت قيادة الرئيس حسن شيخ محمود، وعبرا عن ضرورة دعم المجتمع الدولي للصومال في سعيه للقضاء على الإرهاب، مع تأكيدهما على أهمية الالتزام بمبادئ حسن الجوار.

في ختام البيان، تم التأكيد على أن التعاون بين مصر والسعودية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعكس الالتزام المشترك لمواجهة التحديات الراهنة.