افادت مصادر خاصة لـ”النشرة” أن التطورات الميدانية تؤثر بشكل ملحوظ على مسار المفاوضات لوقف الحرب القائمة. وأوضح المطلعون أن “الانتكاسات التي واجهها حزب الله في الأسابيع الأخيرة، نتيجة عمليات تفجير أجهزة البيجر وما تبعها من اغتيالات لقادة بارزين، أدت إلى رفض إسرائيل لأي مسار تفاوضي وأيضًا عدم الاكتفاء بتنفيذ القرار 1701 الخاص بلبنان”. لكن المعطيات الأخيرة عن صمود الحزب جنوبي البلاد، واشتراكه في معارك عنيفة لعرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي، إلى جانب إعادة هيكلة قيادته ونظامه الدفاعي، قد أثرت على حسابات إسرائيل والمجتمع الدولي، وألغت بعض الأفكار التي كانت تُبحث تحت عنوان “1701 زائد”، والتي لم تُطلع عليها الحكومة اللبنانية. وهذا ما يفسر تصريح رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأن “الموج عالٍ، ولا بد أن يهدأ”، ما يشير إلى انتظار تغييرات في السياسة الدبلوماسية تجاه لبنان مع استمرار الصمود على الحدود الجنوبية.

وأشارت المصادر إلى أن التكتيك التفاوضي يتغير بشكل تدريجي، وهو ما يفسر الاتصالات التي تجري بين العواصم المختلفة مع رئيس مجلس النواب بري، الذي أصبح محور الحراك العربي والدولي لوقف القتال. ومع ذلك، لا توجد نتائج محددة لهذه الاتصالات، نظراً لرغبة تل أبيب في فرض السيطرة على جزء من الجنوب اللبناني لأسباب تتعلق بالتفاوض والمعنويات، وهي قضية أصبحت مكلفة جداً على الإسرائيليين، الذين كانوا يأملون أن تكون السيطرة على نهر الأُولي، وليس فقط نهر الليطاني، مهمة سهلة.

وترصد العواصم فترتين حالياً

أولاً، تطورات الحدود الجنوبية اللبنانية، ومدى قدرة “حزب الله” على مواصلة نجاحاته في التصدي، بالإضافة إلى استهداف مدن مثل حيفا وتل أبيب.

ثانيًا، ردود الفعل الإسرائيلية على الأنشطة الإيرانية وما قد يتبع ذلك من تطورات.

كل ذلك يأتي في ظل السباق الأمريكي للانتخابات الرئاسية، حيث تزداد واشنطن تناغماً مع شروط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذلك ضمن منطلقات الحملتين الانتخابيتين للحزبين الديمقراطي والجمهوري، والتي ستُحسم خياراتها خلال أقل من ثلاثة أسابيع.