في ظل الحرب المستمرة في الشرق الأوسط، شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا حيث بلغ سعر برميل النفط حوالي 74 دولارًا. ويعزى هذا الارتفاع إلى الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات النفطية. إذ لجأت إسرائيل إلى قصف المعابر البرية، مع الحديث عن فرض حصار بحري، مما سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية سلبية كبيرة.
قال الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة في تصريح لـ”النشرة” “ارتفاع أسعار النفط جاء نتيجة الابتزاز الإيراني الإسرائيلي، والقلق في الأسواق يدور حول إمكانية تحول الصراع إلى حرب شاملة تفقد السيطرة”. وأضاف عجاقة أن “المخاوف قد زادت بعد تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن أنه ضد استهداف المنشآت النووية، ولكنه أشار إلى أن المنشآت النفطية قد تكون في محل نقاش، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط عالميًا”. وأوضح أن “ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى تضخم في الاقتصادات العالمية، وسيقوض السياسات النقدية، مما يجعل من الصعب تخفيض أسعار الفائدة”.
وفيما يتعلق بلبنان، حذر عجاقة من أن “ارتفاع الأسعار سيساهم في تدهور موازنة عام 2025، ما سيزيد من التضخم ويقلل من القدرة الشرائية للمواطنين”. ولفت إلى وجود “سيناريو سيء ينتج عن حصار عسكري إسرائيلي، حيث إن الحصار الانتقائي في الوقت الحالي قد يتحول إلى شامل، مما يؤدي إلى نقص حاد في المحروقات والأدوية والمواد الغذائية، خاصة مع العقوبات المفروضة على سوريا التي تمنع الاستيراد منها”.
من جانبه، أكدت مصادر استشارية عبر “النشرة” أن “هناك مخزون نفطي في لبنان، وتعمل وزارة الطاقة مع الشركات على وضع سيناريوهات للتعامل مع احتمال حدوث حصار بحري. ومع ذلك، لا يزال الوضع طبيعيًا حتى الآن”. وأشارت إلى أن “الوضع الحالي يختلف كثيرًا عن عام 2006، حيث لا توجد قوات دولية على اليابسة والبحر، مما يسمح لهم بتعقب حركة السفن بدقة”. ومع ذلك، تبقى القلق بشأن إغلاق المعابر البرية بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى توقف العمليات في الأسبوع الماضي.
وأكدت المصادر أن “المخزون النفطي يكفي لمدة شهر إلى جانب مخزون المحطات، حيث تمتلك كل شركة بين 150 و200 محطة”. وأضافوا أنه “لا توجد مشكلة في إدارة النفط حتى الآن، ولكن يبقى السؤال ماذا عن الغد؟”
في المجمل، تسبب الصراع القائم بين إيران وإسرائيل في زيادة أسعار النفط في الأسواق العالمية، وعلى الرغم من عدم وجود أزمة في لبنان، يبقى السؤال المحوري ماذا لو تحول هذا النزاع إلى حرب إقليمية شاملة؟