اكتشاف علمي حديث يكشف سر حرارة الهالة الشمسية

في تقرير مثير، توصل علماء من مختبر فيزياء البلازما بجامعة برينستون إلى اكتشاف بارز يتعلق بدرجات الحرارة المرتفعة للهالة الشمسية. وقد حدد العلماء موجات البلازما المنعكسة كسبب محتمل خلف هذا الظاهرة المثيرة للدهشة.

يُعَد هذا الاكتشاف خطوة هامة في فهم اللغز المستمر حول سبب ارتفاع حرارة الهالة الشمسية، التي تتجاوز بكثير درجة حرارة سطح الشمس. حيث تبلغ درجة الحرارة على السطح نحو 5500 درجة مئوية (10 آلاف درجة فهرنهايت)، بينما تصل حرارة الغلاف الجوي الخارجي، المعروف بالهالة الشمسية، إلى ما بين 1 مليون إلى 2 مليون درجة مئوية (1.8 مليون إلى 3.6 مليون درجة فهرنهايت)، أي حوالي 200 مرة أعلى من حرارة السطح.

منذ عام 1939، كان هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة محيراً للعلماء، وقد أمضى الباحثون عقودًا طويلة في محاولة فك لغز هذا التسخين غير المتوقع، وقد ظلت تلك المسألة معقدة وغير مفهومة.

ومع ذلك، استطاع فريق من الباحثين تحت قيادة ساياك بوس، الباحث في مختبر فيزياء البلازما بجامعة برينستون، تحقيق تقدم معتبر. تشير النتائج إلى أن موجات البلازما المنعكسة قد تكون المسؤولة عن تسخين الثقوب الإكليلية، وهي مناطق ذات كثافة منخفضة في الهالة الشمسية والتي تمتد بخطوط مجال مغناطيسي مفتوحة نحو الفضاء بين الكواكب. يعد هذا الاكتشاف تقدمًا ملحوظًا في فهم أحد أكثر الألغاز استدامةً حول نجمنا الأقرب.

يقول بوس، الذي ألف الورقة البحثية التي تم نشرها في مجلة The Astrophysical Journal “كان واضحًا أن الثقوب الإكليلية تسجل درجات حرارة مرتفعة، لكن الآلية وراء هذا التسخين لم تكن واضحة. تكشف نتائجنا أن انعكاس موجات البلازما يمكن أن يؤدي هذه الوظيفة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات ذلك في المختبر”.

كما أضاف جيسون تينبارج، الباحث الزائر في مختبر فيزياء البلازما “احتجنا وقتًا طويلًا لنعرف ما إذا كان انعكاس موجات ألففين يمكن أن يساهم في تفسير عملية تسخين الثقوب الإكليلية. لكن تجاربنا الآن تقدم أول دليل تجريبي يدعم هذا المفهوم، مع إظهار قدرة الطاقة المنعكسة على تسخين تلك الثقوب”.

إلى جانب التجارب المعملية، أجري الفريق محاكاة حاسوبية للتجارب لدعم نتائجهم، مؤكدةً انعكاس موجات ألففين تحت ظروف مشابهة لتلك الموجودة في الثقوب الإكليلية.

المصدر ساينس ديلي