أكد الوزير السابق وديع الخازن أن المشهد اللبناني يعيش حالة من “عدم اليقين والتقلبات الحادة”، مشيراً إلى تزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي تفاقمت بفعل العدوان الإسرائيلي والدمار الممنهج الذي تعاني منه مختلف المناطق. وأوضح أن “الأخطار التي تهدد الكيان اللبناني، سواء من الداخل أو الخارج، تتطلب من جميع القوى السياسية الانخراط في حوار داخلي فعّال، إلى جانب تعزيز الصداقات الدولية، من أجل ضمان عدم تفاقم الأوضاع في لبنان.”

وفي حديثه لصحيفة “الديار”، أوضح الخازن أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب “وقف العدوان وانطلاق حوار داخلي حقيقي، تغذيّه الرغبة في تحقيق العيش المشترك”. وأضاف أن “السلطة الحالية تسعى جاهدة للحد من تداعيات الحرب، ويعمل الرئيسيان نبيه بري ونجيب ميقاتي بحكمة وبتفانٍ لمواجهة المخاطر”. وشدد على أهمية دعم تلك الجهود، فنجاح أي خطة للخروج من الأزمة يتطلب رؤية مشتركة وإرادة سياسية صادقة من جميع الأطراف، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على سيادة الدولة ورعاية المتضررين ووقف العدوان الإسرائيلي.”

كما دعا الخازن الأفرقاء إلى التمسك بالوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحرجة، معتبراً أن “جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري يجب أن تحرك الضمائر لوقف العدوان الإسرائيلي”. وقد عبر الخازن عن تقديره لبري خلال زيارته الأخيرة إلى عين التينة، مؤكداً على الثقة الكبيرة التي يحظى بها من مختلف الأطراف، بما في ذلك حزب الله، الذي وصفه الشيخ نعيم قاسم بـ “الأخ الأكبر”.

وفيما يتعلق بالاستراتيجيات المستقبلية، أكد الخازن ضرورة وضع خطط واضحة لتعزيز سيادة لبنان وقدراته الدفاعية، مشدداً على أهمية الدعم الفعّال للجيش اللبناني للحفاظ على الأمن. كما أشاد بالدور الوطني للبطريرك بشارة الراعي الذي دعا لعقد قمة روحية تهدف إلى توحيد اللبنانيين وتعزيز العيش المشترك.

وعن ملف الانتخابات الرئاسية، أكد الخازن أنه “لا يمكن للبلاد تحمل فراغ رئاسي”، مشيراً إلى أن كافة القوى السياسية تبذل جهوداً حثيثة لاختيار رئيس جديد يقود البلاد نحو التعافي. وأوضح أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز المخاوف والتحديات، وأن الرئيس القادم يجب أن يتمتع بقدرة على جمع جميع الآراء وبدعم داخلي قوي.

وأكد أن انتخاب رئيس الجمهورية يشكل المدخل الأساسي لاستعادة الثقة والاستقرار في لبنان، موضحاً أن وجود رئيس يحظى بقبول واسع سيعيد الأمل للشعب اللبناني ويعزز التعاون مع المجتمع الدولي، مما يسرع في وقف الحرب ويعيد السلم إلى البلاد.