تحذيرات جديدة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مع تصاعد التدخل الإسرائيلي المدعوم أمريكياً. وفي سياق السعي لإنشاء “شرق أوسط جديد”، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يتابع مشروع كوندوليزا رايس الذي بدأ عام 2006، إلى تحقيق أهداف مرسومة مع الولايات المتحدة وحلفاء الناتو. هذه الأهداف تشمل توسيع النفوذ الإسرائيلي على المنطقة العربية.

مع تدهور الأوضاع، تتواصل الدعوات الأممية لوقف الأعمال القتالية غير المجدية. لكن يبدو أن أهداف الحرب الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود حزب الله فقط، بل تشمل الآن محاور أوسع تمتد إلى لبنان وسوريا ومصر وكثير من دول المنطقة، كما أشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش. وقد تم التعبير عن توجه أكبر يستهدف احتلال مناطق الجنوب والبقاع، واستعادة القدس كجزء من حلم إسرائيل الأكبر.

تستعد الولايات المتحدة لمواجهات صعبة، حيث تركز على القضاء على نفوذ قوى مثل حزب الله وحماس والحوثيين، بينما تسعى لتعزيز سيطرتها على الموارد الغازية العالمية وطرق التجارة. وقد ازداد حجم التجارة بين الصين وروسيا بشكل ملحوظ، مما زاد من التحديات الاقتصادية أمام أمريكا.

تظهر المؤشرات أن إسرائيل تواجه مخاطر وجودية حقيقية، بينما تسعى للحصول على دعم عسكري أمريكي في حروبها. ومع تصاعد القوات الحربية واستعادة الأراضي الإستراتيجية مثل مزارع شبعا وجبل الشيخ، ترافق ذلك مع تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان وكالعادة، يتجلى الثمن الكبير الذي يتحمله المدنيون.

تشير الأوضاع إلى أن تأثيرات هذه الحروب لا تقتصر على الأبعاد العسكرية، بل تشمل أيضاً الخسائر الاقتصادية الفادحة، لكل من الأطراف المتنازعة. ففي الوقت الذي تعاني فيه لبنان من الدمار والتهجير، تحدق المخاطر بإسرائيل التي فقدت مليارات الدولارات من استثماراتها التي تنتقل إلى خارج البلاد. وفي ظل هذه الأزمات، تراجعت التصنيفات الائتمانية لإسرائيل، مما قد يؤثر على سمعتها كدولة قابلة للاستثمار.

تتجدد ذكرى كلمة الدبلوماسي الراحل غسان تويني عام 1978، في وقت يتم فيه حمل آلام اللبنانيين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يرفع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب صور الشهداء والجرحى عميق الجرح. ومع مرور السنوات، يبقى الأمل مشروطاً بأن تنتهي هذه الحروب، حتى تأتي لحظة الهدنة.

الأمم المتحدة-نيويورك