ذكرى الأبوين الأنطونيين في دير مار يوحنّا القلعة

احتفل الأباتي جوزف بو رعد، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية، بالذبيحة الإلهية في دير مار يوحنّا القلعة ببيت مري، إحياءً لذكرى الأبوين الأنطونيين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل. خلال هذا الاحتفال، أُقيمت صلاة خاصة لنياحة الأبوين المغيبين، ولتكريم كافة الذين اختطفوا وغيبوا معهم، بالإضافة إلى الدعاء لوقف الحرب في لبنان وتحقيق السلام في جميع أنحاء العالم. حضر هذا الحدث عدد من الرهبان والكهنة والراهبات، وعائلتي الأبوين المغيبين، وجمهور من الأصدقاء والمؤمنين، بالإضافة إلى العميد عماد خريش الذي مثل قائد الجيش العماد جوزاف عون.

في كلمته بالمناسبة، أشار المدبر العام في الرهبانية ورئيس الدير الأب بشارة إيليا إلى أن “هذه هي الذكرى الرابعة والثلاثون لكل من الأبوين المغيبين، ومدبرة الدير السيدة فكتوريا دكّاش، ولثلة من جيشنا الباسل، حيث تجلى فيها عمق الإيمان المسيحي بجسد المسيح الأسراري، قوّةً للنعمة الإلهية وقدسيتها التي ظهرت على جلجثة الصليب”.

ودعا إلى “الصلاة من أجل الجيش اللبناني وشهدائه الذين سقطوا على مر الزمان، ولا سيما الذين سقطوا على هذه التلة التي وصفها المؤرخ الأب هنري لامنس بأنها مكرّسة للعبادات عبر العصور والحضارات. نعم، منها ارتفعت الصلوات، وستبقى ترتفع من الأرض إلى السماء، شهادة بيضاء وشهادة حمراء”.

وأضاف “إن الذبيحة الأخيرة التي احتفل بها الأبوين المغيبان في هذه الكنيسة في 13 تشرين الأول 1990، كانت من أجل وقف الحرب وخلاص لبنان. يكفيهما فخرًا وقداسةً أنهما كانا بجانب جيشنا في الدفاع عن كرامة الوطن وكرامة الإنسان. ولو عاد بنا الزمن، فإننا على أتم الاستعداد للسير على خطاهما، في الشهادة للمسيح والوطن”.

بعد قراءة الإنجيل، تحدث الأباتي بورعد حول إنجيل مثل العذارى الحكيمات قائلاً “جراحات متتالية مرت على هذه التلة في منطقة بيت مري منذ فقدان الراهبين الأنطونيين في 13 تشرين الأول، وغيبتهما تترك جرحًا عميقًا في قلب الرهبانية الأنطونية المارونية، وذكراهما حاضرة في كل لحظة من صلاتنا اليوم من أجلهما ومن أجل كل الشهداء الذين سقطوا على أرض هذا الدير المبارك دفاعًا عن لبنان وكرامته”.