تعتبر شخصية المارشال إرفين رومل من أبرز الشخصيات العسكرية في التاريخ، حيث ارتبط اسمه بلقب “ثعلب الصحراء” خلال الحرب العالمية الثانية بفضل مهارته الفائقة في الاستراتيجيات العسكرية، وخاصة في المعارك التي خاضها ضد القوات البريطانية في شمال إفريقيا.
خلال قيادته للفيلق الإفريقي، ترك رومل انطباعًا كبيرًا لا يمكن نسيانه بعد قيادته المتميزة للفرقة المدرعة السابعة أثناء الغزو النازي لفرنسا عام 1940، مما جعله واحدًا من أكثر قادة الدبابات شهرة في التاريخ، وارتفعت شعبيته بشكل ملحوظ في ألمانيا.
تميز أسلوب رومل في القيادة بالتواجد المستمر في الصفوف الأمامية، حتى في أعنف المعارك في شمال إفريقيا. كانت ساحة المعركة تتميز بالتحركات السريعة والمفاجئة، حيث كانت الوحدات العسكرية تنتشر على مساحات واسعة، مما يجعله قائدًا فريدًا لقيادته في ظروف صعبة.
لقد كان “ثعلب الصحراء” دائم الحركة، وكاد أن يقع في فخ البريطانيين في أكثر من مناسبة. قاد قواته من السماء بطائرته الخاصة، رغم المخاطر التي كان يواجهها في مناطق العمليات العسكرية.
رومل كان قريبًا من جنوده، حيث شارك العديد من المعارك بمواجهة القوى البريطانية عن كثب في الظروف الصحراوية القاسية، مما يعكس التزامه العالي تجاه جنوده.
ومع توالي هزائم القوات النازية أمام القوات السوفيتية، بدأ رومل ينتقد القيادة العسكرية لبلاده، حيث كان يدرك أن ألمانيا تتجه نحو هزيمة محققة، مما جعله يتجرأ على المطالبة بوقف الحرب.
في 17 يوليو 1944، أصيب رومل بجروح خطيرة نتيجة هجوم جوي بريطاني أثناء إشرافه على قواته في جنوب فرنسا. تم نقله إلى المستشفى ومن ثم إرسال في إجازة إلى مسقط رأسه في مدينة أولم.
بعد ذلك، تتابعت الأحداث بشكل سريع، خاصة بعد محاولة اغتيال هتلر في 20 يوليو 1944. العقيد كلاوس فون شتاوفنبرغ، الذي نفذ محاولة الاغتيال، كان قد عمل مع بعض الضباط الآخرين في الفيلق الإفريقي وقد دعموا رومل.
وسط الأجواء المتوترة، أعلنت السلطات النازية في وقت لاحق عن وفاة رومل بسبب مضاعفات إصابته، لكن الرواية أثارت الشكوك، حيث تبين لاحقًا أن هناك تطورات سياسية أكبر تلعب دورًا في موته.
تلقى رومل عرضًا من هتلر إما بالانتحار أو مواجهة المحاكمة بتهمة الخيانة، ليختار النهاية المأساوية بتناول سيانيد البوتاسيوم في 14 أكتوبر 1944، معبرًا عن براءته قبل وفاته.
هكذا انتهت حياة “ثعلب الصحراء”، الذي أرعب البريطانيين في معارك الصحراء، ليبقى ذكره أحد أبرز الشخصيات العسكرية رغم الهزائم التي تعرض لها، مثل هزيمته في معركة العلمين.
المصدر RT