شهدت معركة المنصورة الجوية في 14 أكتوبر 1973 مواجهة شرسة بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية، حيث حاولت الأخيرة شن هجوم جوي ضخم يضم حوالي 120 طائرة من طرازات “فانتوم – 4″ و”سكاي هوك 4″ و”ميراج” على الدفاعات الجوية المصرية في دلتا النيل.

لكن، تصدت القوات المصرية بثمانين طائرة من طرازات “ميغ – 21″ و”سو – 7” و”ميراج -1″، حيث دارت معركة جوية استمرت 53 دقيقة أسقطت خلالها الطائرات المصرية 17 طائرة حربية إسرائيلية، مع فقدان سلاح الجو المصري خمس طائرات منها اثنتين نتيجة عجز في الوقود.

وتزامن ذلك مع انتصارات حققها الجيشان المصري والسوري في حرب أكتوبر، مما أجهض خطط الجيش الإسرائيلي للتفوق والسيطرة على الأجواء، وهو ما كان متوقعًا بناءً على تجارب الحروب السابقة.

قبل معركة المنصورة الجوية، تعرض سلاح الجو الإسرائيلي لانتكاسة كبيرة خلال عملية جوية فاشلة في 7 أكتوبر 1973، حيث كانت تهدف لتدمير منظومة الدفاع الجوي السورية في مرتفعات الجولان، لكن العملية عُرفت بإخفاقها الكبير.

تسمى هذه العملية “دوغمان – 5 بيت”، ويعتبرها الخبراء من بين أخطر العمليات الفاشلة في تاريخ القوات الجوية الإسرائيلية.

في وقت سابق من حرب الاستنزاف التي وقعت بين عامي 1968 و1970، تكبد سلاح الجو الإسرائيلي خسائر فادحة نتيجة دخول صواريخ “إس – 125” المضادة للجو الخدمة في الجيش المصري، حيث أسقطت تلك الصواريخ خمس طائرات إسرائيلية من طراز “فانتوم” في فترة قصيرة، مما أدى لمقتل شموئيل حيتس، قائد السرب 201.

في بداية الحرب، بذل الجيش الإسرائيلي جهودًا حثيثة لتدمير منظومة الدفاع الجوي المصرية على طول قناة السويس في عملية كبرى أطلق عليها “تاغار – 4”. ومع ذلك، واجهت القوات الإسرائيلية صعوبات في تصعيد الهجمات.

وبعدما كادت الطائرات الإسرائيلية تنفذ الموجة الثانية من الهجمات، تلقت أوامر بالتوقف والتحول إلى الجبهة الشمالية لوقف تقدم القوات السورية السريع في مرتفعات الجولان.

عُمد سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير بطاريات الدفاع الجوي السوري من طراز “كفادرات” أو “سام – 6″، والتي كانت تُستخدم لحماية ثلاث فرق من مشاة الجيش السوري في خط المواجهة.

انطلقت الهجمة الإسرائيلية الرئيسية في الساعة 1130 من يوم 7 أكتوبر بمشاركة 64 طائرة، منها 54 مقاتلة متقدمة من طراز “فانتوم” و10 طائرات “سكاي هوك”، بالإضافة إلى دعم جوي مكون من ست طائرات مروحية مخصصة للحرب الإلكترونية.

لكن المحاولة لتدمير منظومات الدفاع الجوي السورية باءت بالفشل، إذ حققت الغارة نجاحًا محدودًا بتدمير منصة دفاع جوي واحدة وإصابة أخرى، بينما تمكنت القوات السورية من إسقاط 6 طائرات إسرائيلية، وتعرضت 10 طائرات أخرى لأضرار بالغ.

تقدر إجمالي خسائر سلاح الجو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، التي استمرت من 6 إلى 25 أكتوبر 1973، ما بين 104 إلى 128 طائرة من جميع الأنواع، بما في ذلك “فانتوم” و”ميراج” و”سكاي هوك”.

تجسّدت علامة الفشل الإسرائيلية في الغارتين الجويتين الكبيرتين التي استهدفتا تدمير الدفاعات الجوية السورية والقواعد الجوية المصرية، مما أثبت عدم دقة التقديرات الإسرائيلية بشأن تفوقها الدائم في الأجواء.

المصدر RT