في مقاله الجديد عن لبنان، يؤكد الكاتب على أن لبنان هو “الأرض المقدسة” ويمثل يقينًا مطلقًا بخصوص وجوده وجوهره الألهي. يُعتبر لبنان، وفقًا للكاتب، مكانًا لا يمكن فهمه إلا من خلال رحابة الألوهية التي احتضنته عبر العصور. ويضيف أن هذا الترتيب ليس بمقدور أحد تغييره، مهما حاول تجاهله أو إنكاره. الألوهية، كما يقول، تسبق كل شيء وستبقى قائمة بعد زوال أي كائن.
يسلط الكاتب الضوء على تميّز لبنان عن غيره من الأراضي من خلال ارتباطه بنقاء وجوده. ويعتبر أن لبّ لبنان هو الجوهري الذي لا يمكن الاستغناء عنه، مشيرًا إلى أنه لا وجود لفكرٍ لا يتشكّل من هذه الأرض أو في إطارها.
يتساءل الكاتب “هل أن الأرض اللبنانية تتمتع بقدسية جوهرها؟” ثم يرد بأن الجوهري هنا لا بديل له، وأن أي منزلة لا يمكن أن تتولد إلا من مركزية لبنان. ويشير إلى أن الأراضي الأخرى قد تتزاحم فيما بينها، بينما لبنان هو بحد ذاته سابقة قوية تنطلق من وجوده الفطري.
يعتبر لبنان وجهة لا تحتاج إلى ضمانة من الكون حول وجود الألوهية، فهو يدفع نحو الألوهية بشغف، بينما الأراضي الأخرى تحتاج لأدلة خارجية لتأكيد وجودها. تعكس خصائص لبنان دلالة هائلة على العلاقة الروحية التي تجمعه بالألوهية، حيث توضح كامل اللامتناهي في الجوهر.
ونجد في التاريخ دلائل متنوعة تُشيد بقدسية هذه الأرض، حيث يتتبع الكاتب عبر الزمان بدءًا من ملحمة “جلجامش” وحتى الحضارات القديمة التي تعبدت فيها. كما يذكر أن هذه الأرض شهدت زيارته من قبل العديد من الشخصيات التاريخية، مما يبرز مكانتها المتميزة.
عندما نتحدث عن قدسية لبنان، فإننا نشير إلى عوامل متعددة تطبع هويتها، من الحقب الزمنية المختلفة إلى الشهادات الجغرافية التي تشير إلى تجدد هويتها الإنسانية. ولعل حديث البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي “رجاء جديد للبنان” يعد تأكيدًا آخر على أهمية هذه الأرض.
في السياق نفسه، يؤكد الكاتب أن لبنان يمثل الكمال في اللامتناهي، فهو كيان يجمع بين الصفات والخصائص التي لا تجد في أي مكان آخر. ونجد أن الأراضي الأخرى تظل غير مكتملة، مغلوبة على أمرها أمام هذا التنوع والثراء.