دخلت الحرب الإسرائيلية ضد لبنان أسبوعها الثالث، مع تزايد المؤشرات على أن التوتر قد يستمر لفترة أطول، ويتسع نطاقه جغرافياً في ظل صمت دولي واضح وصعوبات دبلوماسية متعثرة. لم تحقق الجهود حتى الآن أي نتائج إيجابية لوقف إطلاق النار، باستثناء بعض المواقف المحدودة المطالبة بالتهدئة.

وأكدت مصادر سياسية لموقع “النشرة” أن التحركات الدبلوماسية تبدو وكأنها في انتظار نتائج المعارك على الأرض، وخاصة في المعارك العنيفة على الحدود الجنوبية، حيث يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي مقاتلي حزب الله. وتمكن الحزب من التصدي لمحاولات التوغل، مُسببًا خسائر للجنود الإسرائيليين.

وأوضحت المصادر أن نجاح إسرائيل في استهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أو أي من كبار قادته، لا يعني حتمية حسم المعركة لصالحها. فالمواجهات العنيفة التي تدور على جبهة الجنوب، رغم القصف الجوي والمدفعي الكثيف، أثبتت أن المقاومين في حالة استنفار تامة للمواجهة.

ووفقًا للمصادر، فقد استعد حزب الله لصراع طويل الأمد، حيث لا يزال الوضع في مراحله الأولى. يشير ذلك إلى التصعيد المتزايد في إطلاق الصواريخ نحو المستعمرات الشمالية الإسرائيلية يوميًا، مع توسع نطاق الضربات ليصل إلى مشارف حيفا.

في سياق متصل، واصلت إسرائيل جهودها التصعيدية عبر سياسة الأرض المحروقة، في الوقت الذي رصدت فيه المصادر تطورات جديدة تتعلق باستهداف القوات الدولية (اليونيفيل) في جنوب لبنان. حيث تعرضت مراكزها لعدة اعتداءات، مما أسفر عن إصابة جنود منها، في محاولة للضغط عليها للانسحاب شمالاً.

في تصريحات أدلى بها مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أكد أن بلاده تدعو إلى نقل مواقع اليونيفيل بعيدًا عن الحدود اللبنانية جنوبًا، في الوقت الذي رفضت فيه اليونيفيل الخروج، مُؤكدين أهمية وجودهم.

ومن جهته، قال المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، “نحن هنا لبناء السلام، وعلينا أن نظل ثابتين على الأرض لتحقيق هذا الهدف.”

وأشار محللون سياسيون إلى أن استهداف اليونيفيل يعد خرقًا للقرار 1701، ويهدف إلى إحداث تغيير في دورها وفرض منطقة عازلة. الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على الوضع الإقليمي واستقرار لبنان.

كما واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على المواقع الأمامية للجيش اللبناني، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الجنود. حيث تم استهداف نقطة عسكرية في كفرا، مما أدى إلى سقوط ضحايا.

وفي ظل هذه الأحداث، تتزايد الضغوط على المدنيين مع استمرار طلبات إخلاء القرى والبلدات الجنوبية، الأمر الذي يستهدف دفع السكان إلى الخروج من منازلهم ويُعزز من سياسة الأرض المحروقة التي تعتمدها إسرائيل.

بينما استمرت الغارات القصف على مناطق سكنية، مما أدى إلى وقوع مجازر بحق المدنيين، مستندة إلى حجج زائفة، كما حدث في مناطقٍ مختلفة مثل النويري وبرجا.