في خطوة تعكس الروح الوطنية والإيمانية، أقام الأباتي جوزف بو رعد، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية، قداساً إلهياً في دير مار يوحنا القلعة – بيت مري. جاء هذا الاحتفال في الذكرى الرابعة والثلاثين لتغييب الأبوين الأنطونيين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل. خلال القداس، تمَّ رفع الصلوات على نية الأبوين والمفقودين الذين تم اختطافهم، إضافة إلى الدعاء من أجل وقف الحرب في لبنان وإحلال السلام في العالم. شارك في الاحتفال عدد من الرهبان والكهنة والرّاهبات، بحضور عائلات الأبوين المغيّبين وجمع من الأصدقاء والمؤمنين.

أشار الأب بشارة إيليا، المدبر العام في الرهبانية ورئيس الدير، أثناء كلمته في المناسبة، إلى أن هذا الاحتفال يعد تذكيراً بالثلاثين لأولئك الذين غيبوا، قائلاً “إنّ الإيمان المسيحي، تجلّى في صلواتنا، التي تبقى ترتفع من الأرض إلى السماء.” وأكد على أهمية الصلاة للجيش اللبناني وشهدائه، موضحًا أن هذه التلة كانت مكرسة للعبادة عبر العصور.

كما أضاف إيليا إنّ “الذبيحة الأخيرة التي احتفل بها الأبوين المغيّبان في هذه الكنيسة كانت من أجل وقف الحرب في لبنان.” مؤكدًا على كرامة الإنسان والوطن، وأشار إلى استعدادهم الدائم للسير على خطاهما في الشهادة للمسيح والوطن.

وبدوره، نوه الأباتي بورعد في عظته حول إنجيل مثل العذارى الحكيمات، بالجرح الكبير الذي تركه غياب الرهبان الأنطونيين في 13 تشرين الأول، مشيراً إلى معدن الإيمان الذي يظهر في قلوب أبناء الرهبانية الأنطونية المارونية.

صرخة السلام في لبنان وذكريات الشهادة تعود إلى الواجهة مجددًا مع كل ذكرى، وهذه المناسبة هي تذكير دائم بأهمية الإيمان والصمود في وجه التحديات. طلبة للمؤمنين أن يستمروا بالصلاة من أجل استقرار البلاد وسلامها.