في تطورات دبلوماسية جديدة، أفادت صحيفة “الشّرق الأوسط” بأن العاصمة اللبنانية بيروت شهدت سلسلة من الاتصالات الدولية خلال الأيام القليلة الماضية. هذه الاتصالات، التي تمحورت حول “العموميات”، تُشير إلى جهود حثيثة من قبل بعض الدول الغربية للضغط على إسرائيل. وقال مصدر لبناني رفيع المستوى لـ”الشرق الأوسط” إن المسؤولين الغربيين، بما في ذلك الفرنسيين، لا يزالون في حالة انتظار وعدم وضوح بشأن اتخاذ خطوات فعالة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات الأخيرة تضمنت مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بالإضافة إلى اتصال بين موفد الرئيس الأميركي، آموس هوكستين، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. هذه الاتصالات تأتي بعد اتصالات سابقة قام بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع بري وميقاتي.
في سياق متصل، زار رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، لبنان، حيث أكد على دعم بلاده للقرارات اللبنانية، بحسب ما قاله أحد المسؤولين الذين التقوا به.
وأردف المصدر اللبناني بأن هذه الاتصالات تحمل طابعًا إيجابيًا، مشيرًا إلى وعود أميركية لمساعدة لبنان في تقليص المواجهات في منطقة النزاع. ومع ذلك، أعرب المصدر عن مخاوفه بعدم وجود تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار.
تصاعد الحراك الدبلوماسي في لبنان
على الصعيد نفسه، ذكرت صحيفة “الديار” أن الساعات الأربعين الماضية شهدت نشاطًا ملحوظًا في الاتصالات الدبلوماسية بهدف وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل. ورغم هذه الجهود، إلا أن المعارك بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية تستمر دون انتكاسة في ميزان القوى، إذ تواصل المقاومة توجيه ضربات مؤلمة للقواعد الإسرائيلية.
وأكد مصدر مطلع لـ”الديار” أن الحراك الدبلوماسي بدأ يأخذ منحى أكثر جدية، رغم مخاوف من عدم تحقيق نتائج ملموسة في المستقبل القريب.
وعلى صعيد الاتصالات الدولية، كشفت مصادر خاصة أن هناك جهودًا متزايدة من قبل إيران والسعودية لتحريك الأمور على الأرض، وذلك على خلفية الاتصالات السياسية التي شهدتها البلاد.
تحركات رئيس البرلمان تؤكد على دوره المحوري
ذكرت “الديار” أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، يُعتبر الشخص المفوض لتعزيز الحوار وتقديم حلول للأزمة الحالية، حيث تم تحويل عين التينة إلى وجهة للمفاوضات بين الخصوم والحلفاء. وأكدت المصادر أن بري سيسعى للعمل على إنهاء حالة التوتر الحالية.
وفي هذا السياق، ذكرت معلومات أن هناك محاولات من قبل الولايات المتحدة لتعزيز دور قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، في المشهد الرئاسي.
هدوء حذر في الضاحية الجنوبية وقلق من تجدد القصف
خلال اليومين الماضيين، غابت الغارات الإسرائيلية عن الضاحية الجنوبية، ولكن القلق لا يزال قائمًا حيال احتمال تجدد القصف. إذ لا يزال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يحذر المدنيين من الاقتراب من مناطق تواجد “حزب الله”.
وأوضح مصدر مقرّب من رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أن الجهود مع المجتمع الدولي أثمرت تفهّمًا للقلق المتزايد في لبنان. ومع ذلك، يبقى الوضع متوترًا مع استمرار الضغوط الإسرائيلية على مناطق مختلفة في البلاد.
تسود حالة من الترقب في لبنان، بينما يُخشى من تصعيد إضافي نتيجة التحركات الإسرائيلية تجاه إيران وتداعياتها المحتملة.