زيادة قياسية في مستويات الأوزون فوق القطب الشمالي تؤشر إلى تعافي البيئة
سجلت تركيزات الأوزون فوق القطب الشمالي أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس 2023، وفقًا لدراسة جديدة من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا. هذه الزيادة تشير إلى تأثيرات إيجابية محتملة على بيئة الأرض.
كما أظهرت الدراسة أن الطقس الأكثر دفئًا والتيار النفاث البطيء أديا إلى زيادة سمك طبقة الغاز الواقية بنسبة 14.5% مقارنة بمتوسط ما بعد عام 1980.
وعلّق العلماء على هذا الاكتشاف، حيث قال الدكتور بول نيومان، المعد الرئيسي للدراسة، “إن زيادة مستويات الأوزون تمثل خبرًا إيجابيًا، مما يعكس نجاح بروتوكول مونتريال وتأثيراته المفيدة على البيئة”.
تُعرف طبقة الأوزون بأنها غلاف مكون من جزيئات الأوزون (O₃)، حيث تمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس، والتي تحمي الحياة على كوكب الأرض من أمراض مثل السرطان والحروق والعمى.
في عام 1985، أدرك العلماء من المسح البريطاني للقطب الجنوبي أن النشاط البشري تسبب في تكوين ثقب كامل في طبقة الأوزون فوق القطبين. وفي عام 1989، تم حظر مركبات الكلورو فلورو كربون، المسؤولة عن تدهور طبقة الأوزون، ولكن لم يكن هناك تعافٍ واضح حتى الآن.
لكن الآن، حقق علماء ناسا اكتشافًا مشجعًا حيث بلغ تركيز الأوزون فوق القطب الشمالي أعلى مستوى قياسي في مارس.
يجري قياس سمك طبقة الأوزون باستخدام وحدة قياس تُعرف بوحدات “دوبسون”، التي تشير إلى كمية الأوزون في عمود من الهواء يمتد من سطح الأرض إلى الفضاء. في مارس من هذا العام، بلغ متوسط سمك طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي 477 وحدة دوبسون، وهو ما يعد أعلى بست وحدات دوبسون من الرقم القياسي السابق، و60 وحدة دوبسون أعلى من المتوسط للفترة بين 1979 و2023.
في 12 مارس، تم تسجيل رقم قياسي جديد بلغ 499 وحدة دوبسون.
بعد بلوغ هذه الذروة في مارس، استمرت مستويات طبقة الأوزون في الارتفاع، محطمة الأرقام القياسية للمتوسطات الشهرية في الأشهر التالية من مايو إلى أغسطس. يُعتبر هذا تطورًا إيجابياً للغاية للحياة على الأرض، حيث يسمح تدهور طبقة الأوزون بدخول كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية.
وقدّر العلماء في مارس أن مؤشر الأشعة فوق البنفسجية كان أقل بنسبة تتراوح بين 6 إلى 7% في القطب الشمالي، وأقل بنسبة تتراوح بين 2 إلى 6% في خطوط العرض الوسطى من نصف الكرة الشمالي مقارنة بشهر مارس 2020، حيث اتسعت فجوة الأوزون فوق القطب الشمالي إلى حجم قياسي، ما ساهم في ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة.
واقترح العلماء أن هذه التغيرات تعود إلى أنظمة الطقس العالمية التي غيرت توزيع الغلاف الجوي خلال فصل الشتاء.
تشير بعض النماذج إلى فرصة بنسبة واحدة من ثمانية لارتفاع مستويات الأوزون إلى رقم قياسي بحلول عام 2025. ويتوقع العلماء المزيد من السنوات القياسية في المستقبل، ما يعني أن طبقة الأوزون قد تتعافى إلى مستويات ما قبل الثمانينيات بحلول عام 2045.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة Geophysical Research Letters.
المصدر ديلي ميل