يصادف اليوم الذكرى السنوية لوفاة المخرج الإيطالي الشهير جيلو بونتيكورفو، الذي ترك بصمة فنية لا تُنسى بفيلمه “معركة الجزائر”، الذي صدر عام 1966. يُعتبر هذا الفيلم واحدًا من أبرز الأعمال السينمائية في تاريخ الأفلام الوثائقية الواقعية، حيث يقدم تصويرًا واقعيًا ومؤثرًا خلال فترة الحرب الجزائرية.
اعتمد بونتيكورفو في فيلمه على أسلوب الواقعية الجديدة الذي أرسى قواعده كبار المخرجين الإيطاليين مثل دي سانتيس وروسيليني. من خلال الاستعانة بلقطات تشبه تقارير الأخبار واستخدام ممثلين غير محترفين، ركز بونتيكورفو على نضال السكان المحليين الذين عانوا من نقص الاهتمام الإعلامي. رغم حقيقة أن العمل كان يعكس واقعية شديدة، إلا أنه تم إنتاجه بالشراكة مع شركة أفلام جزائرية، مما أضفى عليه مصداقية أكبر.
لقد حقق فيلم “معركة الجزائر” نجاحًا ساحقًا حيث عُرض على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، مما أهل بونتيكورفو للحصول على العديد من الجوائز، بما في ذلك ترشيحات لجائزتي أوسكار. بعد ذلك، قدم بونتيكورفو فيلمه المعروف “Queimada” (المُحترق) عام 1969، الذي يتناول القضية الاستعمارية مرة أخرى ولكن هذه المرة في جزر الأنتيل، ويضم أداءً بارزًا للنجم مارلون براندو.
استمر بونتيكورفو في صناعة أفلام تتناول القضايا السياسية والاجتماعية مع فيلمه “أوجرو” (1979)، الذي يسلط الضوء على موضوع الإرهاب في نهاية نظام فرانسيسكو فرانكو في إسبانيا. يبقى إرث بونتيكورفو مستمرًا في السينما العالمية، حيث تحظى أعماله بإعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.