تصدرت وسائل الإعلام البريطانية، وخاصة صحيفة “أوبزيرفر”، عناوين الأخبار بتقاريرها حول التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، حيث حذرت من أن الوضع أصبح خطيرًا. وكشفت تحليلات استخباراتية أن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي تمت الإشارة إليه مؤخرًا ليس بالفعالية المزعومة. في أعقاب الهجوم الذي وقع ليلة الثلاثاء، زعم المسؤولون الإسرائيليون أن دفاعاتهم كانت قادرة على التصدي له. وذكر الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 180 صاروخًا، لكن تفاصيل الأضرار تظهر خداع هذه الادعاءات، حيث وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الهجوم بأنه “يبدو أنه لم يكن فعالاً”.

في وقت تستعد فيه إسرائيل للرد، يعتقد المحللون أن هذه التقارير الأولية قد تكون مضللة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في رد إسرائيل إذا اتضح أن الأمر قد يجر البلاد إلى تصعيد طويل، وصفه كاتب بأنه “لعبة بينغ بونغ الصاروخية” مع إيران. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تتابع الصواريخ التي أصابت قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب، مما أسفر عن حدوث انفجارات ثانوية. وبالرغم من فعالية نظام القبة الحديدية، يبدو أن الهجمات الإيرانية كانت أكثر تأثيرًا مما يمكن الإقرار به.

أشار الخبراء الذين قاموا بتحليل اللقطات إلى أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 32 ضربة مباشرة على القاعدة الجوية، رغم أن الأضرار لم تكن جسيمة، إلا أن بعض الصواريخ سقطت قرب حظائر الطائرات التي تضم طائرات إف-35، وهي تعتبر أحد الأصول العسكرية الأكثر أهمية في إسرائيل. وتخشى التحليلات أن هذه الصواريخ لو أُطلقت باتجاه مدينة مثل تل أبيب أو أهداف حيوية أخرى، مثل مصافي النفط بالقرب من حيفا، قد تسبب كارثة بيئية.

وأكد ديريك إيليفيث، المحلل والباحث في مجموعة “سي أن إي”، أن “الحقيقة الجوهرية لا تزال قائمة وهي أن إيران لديها القدرة على توجيه ضربات قوية ضد إسرائيل إذا اختارت ذلك”. ولفت إلى أن القواعد الجوية تمثل أهدافًا صعبة، وقد تختار إيران أهدافًا أخرى أكثر كثافة مثل القواعد العسكرية أو المناطق المدنية، ما قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

وحذرت الصحيفة من خطر تبادل إطلاق الصواريخ مع إيران، مشيرة إلى أن المخزون الإسرائيلي من الصواريخ الدفاعية محدود وباهظ الثمن، مما يزيد من احتمالية تعرض البلاد لهجمات إيرانية مع تصاعد الصراع. على المدى الطويل، قد تستهدف إسرائيل خطوط إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، كان قد حذر من أن البرنامج الإيرانية للصواريخ الباليستية يمثل تهديدًا لإسرائيل مشابهاً لبرنامجها النووي. ووفقًا لتقارير، من المتوقع أن تكون هناك ردود فعل عسكرية إسرائيلية قريبة. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، سيزور إسرائيل لتنسيق الرد الإسرائيلي.

فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، أنهما سيجريان مشاورات فورية مع الجانب الإسرائيلي بشأن الخطوات التالية. وتم إطلاع الصحفيين المحليين على أن الرد على الضربة الإيرانية قد يكون وشيكًا، مع توقعت بأن يتم ذلك في ذكرى هجمات حماس في 7 تشرين الأول. تتضمن الأهداف المحتملة لمثل هذا الرد المراكز العسكرية الإيرانية، والبنية التحتية للطاقة، وكذلك برنامج إيران النووي، والذي حذر بايدن نتانياهو من إثارته.