في تقرير حديث، أشارت شبكة “CNN” الأمريكية إلى أنه إذا قررت إسرائيل إرسال المزيد من القوات إلى جنوب لبنان، فقد تتحول الأوضاع إلى صراع دموي. وجاء ذلك بعد أن أثارت مستوى المقاومة من جانب حزب الله المفاجأة لدى العديد من المراقبين، على الرغم من جهود إسرائيل الأخيرة في القضاء على قيادات الجماعة، بما في ذلك الأمين العام حسن نصرالله. إلا أن حزب الله لا يزال يواصل قصف إسرائيل بشكل دوري. ولا تزال أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قادرة على التصدي لمعظم تلك الصواريخ، ولكن بعض القذائف تنجح في التسلل، وكان من أبرز الأحداث مقتل مدنيين إسرائيليين الأربعاء الماضي جراء سقوط صاروخ في مدينة كريات شمونة، التي تبعد بضع أميال عن الحدود.

في حديث مع شبكة “CNN”، أوضح بعض الجنود الإسرائيليين الذين يتواجدون حاليًا في لبنان أن التضاريس الجبلية المفتوحة للصراع تعقد العمليات العسكرية. وأوضح أحد الجنود، الذي شارك في مواجهات سابقة في غزة، أن القتال في شمال إسرائيل يختلف تمامًا عما واجهه في غزة، مضيفًا أن “التحدي يكمن في الانتقال من القتال في المناطق الحضرية إلى مناطق مفتوحة”.

من جهة أخرى، صرح مدير مستشفى زيف، سلمان زرقا، أن المستشفى مستعد لاستقبال الضحايا المحتملين نتيجة الصراع المتصاعد، حيث قال “لقد كنا في حالة حرب على مدار العام الماضي، ومع دخول الجيش إلى لبنان، أصبح لدينا القدرة على التعامل مع الموجة التالية من الإصابات، حيث يتوقع زيادة عدد الجرحى.” وأكد أنه على الرغم من التحضيرات، يأمل ألا يشهد المستشفى حالات وفاة مرتفعة.

وعلى الرغم من أن الخسائر في الجانب الإسرائيلي تبدو محدودة وتتركز معظمها في العسكريين، إلا أنه تم تسجيل مقتل 14 جنديًا، ويستقبل المستشفى يوميًا أعدادًا متزايدة من الجنود المصابين، حيث استقبل أكثر من 100 جريح في الأيام القليلة الأولى من العملية البرية.

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن نشر وحدات من أربع فرق مقاتلة في جنوب لبنان. رغم أن إسرائيل لم تكشف عن الأعداد الرسمية للقوات، فإنه يُعتقد أن كل فرقة تشمل بين 10,000 و20,000 جندي. في الوقت نفسه، وسعت إسرائيل من أوامر الإخلاء لتشمل نحو ربع الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، أشار دانيال سوبلمان، خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية بالقدس، إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجنب تحديد نطاق عمليته بدقة، موضحاً “في البداية، كانت إسرائيل تروج لمزاعم بأن العملية تهدف فقط لتدمير البنية التحتية لحزب الله. لكن هذه البنية لا تتوقف عند بعض الكيلومترات، بل تمتد نحو بيروت ووادي البقاع، مما قد يعني أن العملية ستكون طويلة الأمد.”

تبقى ذكريات حرب 2006، المعروفة باسم “حرب لبنان الثانية”، حاضرة في أذهان الجميع، حيث شهدت تلك الحرب مقتل حوالي 1100 لبناني و170 إسرائيليًا بينهم 120 جنديًا، وتترك انطباعًا بعمق الصراع في المنطقة. وقد أعربت عدة منظمات دولية عن قلقها من التصعيد العسكري، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن “العنف المتزايد يزيد من عدم الاستقرار” في المنطقة.