تحقيق جديد يكشف عن ظروف عمل مزرية في مصنع باربي التابع لشركة ماتيل في الصين. الاتهامات تشمل التنمر والمضايقة وظروف العمل غير الآمنة، مما يثير قلقاً واسعاً حول حقوق العمال في صناعة الألعاب.
قامت قناة 4 ديسباتشز بإجراء تحقيق سري في المصنع الواقع في مدينة دونغقوان بجنوب الصين، حيث تم الكشف عن ممارسات مقلقة تشمل التنمر والتحرش الجنسي وضرورة العمل ساعات إضافية غير رحيمة. يُصنع في هذا المصنع، الذي يُعتبر أحد أكبر مصانع الألعاب في العالم، دمى باربي والعديد من ألعاب ماتيل الأخرى بالإضافة إلى ألعاب شخصية ديزني بموجب ترخيص.
التحقيق كشف أيضاً عن عدم توفير إحاطات السلامة للعمال، مما يجبرهم على التعامل مع بلاستيك ساخن للغاية دون معدات حماية مناسبة، مما يعرضهم لخطر الحروق والبثور. ويُزعم أيضاً أن العمال يواجهون “حصص إنتاج مفرطة”، حيث يكسبون أقل من 17 جنيهًا إسترلينيًا مقابل نوبة عمل تمتد لـ11 ساعة، وغالبًا ما يُجبرون على العمل أكثر من 100 ساعة إضافية شهرياً.
أحد مديري المصنع زعم أنه قال للموظفين “إذا لم تتمكنوا من إنهاء حصتنا، فأنا آسف، ولكن عليكم الذهاب إلى مصنع آخر، أنتم غير مرحب بكم في ماتيل”. وأفاد أحد العمال قائلاً “أشعر كل يوم بضغط شديد لدرجة أنني لا أستطيع التنفس. في مصنع ماتيل، يجب أن تطيع الأوامر دون قيد أو شرط. العقد الذي وقّعته هو عقد عمل، وليس عقد عبودية”.
أضاف عامل آخر “لدي عائلة ولدي التزامات مالية. فالأجر الذي نحصل عليه في مصنع ماتيل لا يكفي لتلبية احتياجاتنا. أنا منهك مالياً”.
كشفت المعلومات أيضًا عن معاناة أحد المراسلين السريين الذي شارك في التحقيق حيث قال “عملت لمدة ثلاثة أيام فقط وشعرت بالإرهاق الشديد. إن هذا المصنع لا يعامل الناس كبشر، بل يستخدمهم كأدوات”.
وفي ردها، أكدت شركة ماتيل، التي تملك أكثر من 200 علامة تجارية وتقدر قيمتها بأكثر من 6 مليارات جنيه إسترليني، التزامها بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية، مع تأكيدها على معاملة جميع الموظفين بشكل عادل ومحترم. وقد بدأت الشركة تحقيقًا مستقلاً في تلك القضايا.
وتعليقًا على اللقطات المزعومة، قالت ثولسي ناراياناسامي، مديرة المناصرة الدولية في منظمة غير حكومية تُعنى بحقوق العمال “تظهر هذه اللقطات مكان عمل يتعامل مع العمال كأنهم يمكن التخلص منهم تمامًا، مثل الدمى التي يصنعونها”.
أصدرت ماتيل بيانًا رسميًا يُعبر عن التزامها بتوفير بيئة عمل آمنة، مؤكدة على استثمارها موارد كبيرة لدعم موظفيها وضمان سلامتهم.