أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن لبنان يواجه أزمة إنسانية حادة، حيث شهد نزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ بداية الصراع، بينما غادر حوالي 285 ألفاً البلاد. وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، تم تسجيل نزوح لا يقل عن 541,527 شخصاً حتى يوم الخميس الماضي، مما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 385% خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأظهرت البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 40% من المغادرين، الذين يقدر عددهم بحوالي 285 ألف شخص منذ 23 سبتمبر، هم من المواطنين اللبنانيين.
وتشير التقارير إلى أن حوالي 40 ألف لبناني و10 آلاف سوري غادروا البلاد، حيث فر معظمهم عبر الحدود باتجاه سوريا.
في هذا السياق، أكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، أن لبنان يعاني من أزمة مروعة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه العمليات تركت مئات الآلاف بلا مأوى.
كما أضاف غراندي أن الأزمة الإنسانية في لبنان تتفاقم بشكل يومي، مدفوعة بتصاعد الأعمال العدائية في المنطقة. وقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية البنية التحتية المدنية الأساسية مما زاد من معاناة السكان. ومنذ 23 سبتمبر، ارتفعت أعداد الوفيات المرتبطة بالصراع بأكثر من 200% لتصل إلى 1699 حالة حتى 3 أكتوبر 2024، وفقاً لوزارة الصحة العامة، مع إصابة أكثر من 9781 شخصاً منذ 8 أكتوبر 2023. وقد أفادت اليونيسف بأن 690 طفلاً تعرضوا للإصابة خلال الأسابيع الستة الماضية، مما يرفع إجمالي الإصابات بين الأطفال إلى 890 منذ العام الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، عانى النظام الصحي من هجمات متكررة، حيث تم الإبلاغ عن 36 حادثة استهدفت مرافق الرعاية الصحية بين 8 أكتوبر 2023 و4 أكتوبر 2024. كما قُتل ما لا يقل عن 77 عاملاً صحياً أثناء أداء مهامهم خلال نفس الفترة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، منهم 28 في فترة 24 ساعة يومي 2 و3 أكتوبر. وقد اضُطر ما لا يقل عن 96 مركزاً للرعاية الصحية ومستوصفاً، بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات، للإغلاق بسبب الصراع، مما أثر سلباً على توفر الرعاية الطبية العاجلة. وأبلغت وزارة الصحة العامة عن أضرار لحقت بما لا يقل عن عشرة مستشفيات في مختلف أنحاء البلاد. وفي 3 أكتوبر، عبر منسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران رضا، عن قلقه من الزيادة المقلقة في الهجمات على الرعاية الصحية.
وفي الوقت نفسه، دعا الناشطون في المجال الإنساني إلى ضرورة زيادة التمويل لمواجهة الاحتياجات المتزايدة للمتضررين من الأزمة، حيث تتطلب الأوضاع الراهنة ما لا يقل عن 426 مليون دولار لدعم مليون شخص تأثروا بشكل مباشر أو نازحين بسبب الصراع، وفقاً للنداء العاجل الذي أطلق في 1 أكتوبر، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى الأكثر ضعفاً في هذه الظروف الصعبة.
وأشار المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران رضا، إلى أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة مقلقة في الهجمات ضد الرعاية الصحية، محذراً من أن النظام الصحي في لبنان يواجه خطر الانهيار.