اكتشاف مذهل يربط بين ظاهرتين كونيتين غامضتين
في خطوة علمية ثورية، توصل فريق دولي من علماء الفيزياء الفلكية، بقيادة جامعة كوينز بلفاست، إلى رابط مثير بين لغزين كونين حيرا العلماء لسنوات. يتعلق الأول بما يُعرف بـ “أحداث الاضطرابات الموجية العنيفة” (TDE)، حيث يقترب جسم فلكي بشكل كبير من ثقب أسود ليتمزق في انفجار ضوئي هائل.
في تغريدة لجامعة كوينز بلفاست، قال الفريق العلمي “اكتشاف مدهش ثقب أسود ضخم يدمر نجماً و يستخدم حطام ذلك النجم لاصطدام نجم آخر أو ثقب أسود أصغر. وقد استند علماء الفلك على تقنيات متطورة لتحقيق هذا الاكتشاف.”
كذلك، يشير الاكتشاف إلى العلاقة بين “الانفجارات الشبه دورية” (QPE) التي تم ملاحظتها كوميض ساطع في مراكز المجرات على شكل أشعة سينية، والتي كان يعتقد سابقًا أنها مرتبطة بثقوب سوداء هائلة، ولكن لم يكن واضحًا كيفية الربط بينها.
وفي تفاعل مع النتائج الجديدة، قال ديراج باشام من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “كانت هناك تكهنات مؤكدة حول ارتباط هذه الظواهر، والآن لدينا الدليل القاطع.” حيث استخدم الفريق بيانات من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا، وتلسكوب هابل الفضائي، وماكينة استكشاف التركيب الداخلي للنجم النيوتروني (نايسر) التابع لوكالة ناسا، لملاحظة بقايا النجم الذي دمره الثقب الأسود وهي تدور في “مقبرة نجمية” على شكل قرص.
خلال فترة من الزمن، تمتد قرص الحطام لدرجة أنه بدأ يصطدم بشكل متكرر بنجم قريب كان من الممكن أن يكون في مأمن من الثقب الأسود.
في كل مرة تمر فيها النجم عبر القرص، ينتج عن ذلك انفجارات مذهلة من الغاز والأشعة السينية، مما يثبت أن أحداث الاضطرابات الموجية العنيفة مرتبطة بالانفجارات الشبه دورية.
وأضاف أندرو مومري من جامعة أكسفورد “هذا تطور كبير في فهمنا لأصل هذه الانفجارات المنتظمة، فقد أدركنا أننا بحاجة للانتظار لبضع سنوات حتى تبدأ الانفجارات بعد تمزق النجم، لأن الأمر يتطلب بعض الوقت حتى ينتشر القرص بعيدًا بما يكفي للتفاعل مع نجم آخر.”
تم نشر تفاصيل هذا الاكتشاف في مجلة Nature، والذي يُعتبر إنجازًا هامًا في مجال الفيزياء الفلكية.
المصدر إندبندنت