في الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، التي أعقبها إعلان إسرائيل عن “حرب وجودية” ضد الشعب الفلسطيني، أطلق “حزب الله” بيانا يبرز موقفه الداعم للمقاومة. حيث أشار الحزب إلى أنه يتحرك “إلى جانب الحق والعدل والإنسانية” ويعبر عن ثقته الكبيرة في قدرة المقاومة على مواجهة العدوان، مبرزًا صمود الشعب الفلسطيني رغم التكاليف الجسيمة.
وفي اليوم التالي، أطل نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة هي الثانية له منذ اغتيال الأمين العام السيد حسن نصر الله. وقد تمحورت كلمته حول تعزيز معنويات جمهور الحزب الذي يعاني من الإحباط نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها، مؤكداً أن “إسرائيل لن تحقق أهدافها وسنلحق بها الهزيمة”.
بينما كان حزب الله قد ختم بيانه بعبارة “ولّى زمن الهزائم وجاء نصر الله”، أعاد الشيخ قاسم صياغتها مجدداً متحدثاً عن الخسائر المتوقع أن تلحق بالجانب الإسرائيلي مشددًا على ضرورة “رفع المعنويات”. ومن الملاحظ أن هناك تغييرات في الخطاب الإعلامي الخاص بالحزب، مع غياب بيانات “النعي” التي كانت تصدر سابقاً.
ويتضح من حديث الشيخ قاسم أن حزب الله ليس فقط مشغولاً بالجوانب العسكرية بل يسعى أيضاً إلى دعم الحراك السياسي بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيراً إلى انفتاحه على إمكانية وقف إطلاق النار، مما يعكس استراتيجيات الحزب في ظل الظروف الحالية.
وفي سياق متصل، يبدو أن الحزب يدرك تأثير الأحداث الأخيرة على مؤيديه، خاصة بعد اغتيال الأمين العام الذي كان يُعتبر محصناً. وتعتبر ردود الفعل الباردة إزاء هذه الحادثة مؤشرًا على ما تمر به بيئة الدعم المقاومة.
كما يظهر أن قيادة حزب الله تواجه تحديات كبيرة، حيث أن هناك حالة من النقمة بين بعض المؤيدين نتيجة عدم تقديم الدعم الكافي من إيران، إضافة إلى الأخطاء الاستراتيجية التي أدت إلى الوضع الراهن.
حسب آراء المتخصصين، فقد كان حزب الله يتعامل مع الضغوط الإسرائيلية بشكل محدود حتى اللحظة الأخيرة، محاولاً عدم الانجرار إلى حرب شاملة. ويدرك الحزب أنه بحاجة لتعديل الصورة الذهنية السلبية التي تراكمت نتيجة الأحداث الأخيرة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الحزب لطمانة أنصاره، يُظهر نفسه كقوة قادرة على الرد، مع التأكيد على استمرارية قدارته بعد كل الاغتيالات.
وبينما يدعم حزب الله فكرة وقف إطلاق النار، يستمر في استعداداته العسكرية دون أن يرفع الراية البيضاء، مشيراً إلى وجود توازن معقد بين المواقف السياسية والعسكرية.
إن موقف حزب الله يظهر توازناً دقيقاً؛ حيث يسعى للحوار والتفاوض من جهة، ويستعد لمواجهة أي تصعيد عسكري من جهة أخرى. ويؤكد الشيخ قاسم أن الوضع على الأرض سيحدد مسار الأحداث، مشيراً إلى أن “هذه حرب من يصرخ أولاً.. ولن نصرخ”.