في تطورات مقلقة، أفاد موقع “سودان تربيون” أن عمال الإغاثة في 8 منظمات دولية، ناشطة في الفاشر، قدموا وصفًا مؤسفًا للأوضاع الحالية في المدينة المحاصرة.
- تشمل المنظمات التي أصدرت البيان كل من “كير الدولية”، “المجلس الدنماركي للاجئين”، “الهدف العالمي”، “المجلس النرويجي للاجئين”، “بلان إنترناشيونال”، “الإغاثة الدولية”، “إنقاذ الطفولة” و”منظمة التضامن الدولية”.
وأكد الموقع السوداني أن قوات الدعم السريع تفرض حصاراً على الفاشر منذ أبريل الماضي، حيث بدأت هجمات متتالية على المدينة بدءًا من الشهر الذي تلا الحصار في محاولة للسيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الغربي.
وورد في البيان المشترك أن بعض الفتيات تزوجن من المسلحين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة للحصول على الغذاء، بينما اضطر آخرون للأكل من أوراق الشجر للنجاة.
وأشار عمال الإغاثة إلى أن نقص الخدمات وزيادة العنف تؤديان إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة على نحو متزايد.
وأوضح هؤلاء أن الأطفال في الفاشر يتعرضون لصدمة نتيجة الفظائع التي يشهدونها، مما أثر على سلوكهم حيث بات العديد منهم يعاني من القلق والأرق، وينضم بعض الأولاد إلى صفوف المقاتلين.
وتعتقد المنظمات الإنسانية أن حوالي 2.4 مليون شخص في الفاشر ومحيطها يعانون من عدم القدرة على الهروب أو الحصول على المساعدة اللازمة، بما في ذلك قرابة 500 ألف شخص في مخيم زمزم، حيث تشير الأمم المتحدة إلى وجود المجاعة هناك.
وأفادت المنظمات الحقوقية أن الفاشر تحولت إلى “جحيم على الأرض” للآلاف من النساء والأطفال وغيرهم من الأفراد الضعفاء، حيث شهد الشهر الماضي تصعيدًا إضافيًا للأعمال العدائية بما في ذلك القصف الجوي.
ودعت البيانات الأطراف المتنازعة إلى حماية المرافق المدنية مثل مخيمات النازحين والعاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى إزالة العقبات التي تعيق تقديم المساعدات وفتح ممرات آمنة لتلبية احتياجات الغذاء والإمدادات الطبية والإنسانية.
منذ 10 مايو الماضي، تعيش الفاشر في ظل اشتباكات عسكرية متواصلة تتميز بالقصف الجوي والمدفعي العشوائي.
ونقلت الشهادات التي أدلى بها العاملون في المجال الإنساني، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، معاناتهم حيال وحشية القصف المستمر ونقص فرص الحصول على الغذاء والمياه والأدوية والرعاية الصحية.
قال جمال (اسم مستعار)، وهو موظف بقسم العمليات في منظمة دولية تعمل في الفاشر، إنه يشاهد يوميًا جثثًا ملقاة على الطرق، وأطفالاً هاربين من منازلهم دون والديهم أو أي ممتلكات.
وأضاف “العنف ضد المرأة بات مروعًا، حيث تتعرض النساء للاختطاف والاغتصاب عند محاولة وصولهن إلى السودان، كما أبلغنا السكان المحليون أن الفتيات يجبرن على الزواج من المقاتلين، وأن العديد من الشابات يمارسن الجنس للحصول على الطعام والشراب.”
وأشار إلى أن العديد من الشباب ينضمون إلى المسلحين من أجل الحصول على الطعام.
من جانبه، أفاد محمد (اسم مستعار) العامل في إدارة منظمة دولية، أن الأطفال يضطرون للتسول للبقاء على قيد الحياة.
يذكر أن الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدأت في منتصف أبريل 2023، بعد توترات مستمرة بين الطرفين نتيجة خلافات حول دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، فيما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تسعى لتجهيز عملية سياسية مدعومة دوليًا.
وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
المصدر