دعا وزير الإعلام اللبناني، زياد المكاري، المجتمع الدولي والمجموعة الفرنكوفونية إلى التدخل العاجل لوقف دوامة العنف التي يتعرض لها لبنان. وعبّر المكاري عن قلقه من الاستهزاء بالقيم الديمقراطية والعلاقات الدولية في ظل الوضع الراهن.

وفي كلمته خلال فعاليات القمة الفرنكوفونية التاسعة عشرة في باريس، قال المكاري إن “المبادرة الفرنسية-الأميركية الأخيرة الرامية إلى وقف العدوان الذي نواجهه، تلقّت دعمًا من عدة دول صديقة. وأود أن أشكر الأمينة العامة للفرنكوفونية على تضامنها مع الشعب اللبناني خلال هذه المحنة”.

وأشار الوزير إلى أن القمة تأخذ بعدًا خاصًا اللبنانيين، إذ تمر البلاد بأحد أصعب مراحل تاريخها، حيث يوجد نحو 1.2 مليون نازح مجبرين على ترك منازلهم. في الوقت نفسه، حذر المكاري من تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور وهشاشة البنية التحتية في البلاد. كما أشار إلى أن أكثر من 2000 شخص فقدوا حياتهم، وأصيب أكثر من 10000 آخرين، محذرًا من أن هذه الأرقام تمثل أرواح إنسانية، وليس مجرد أرقام.

وأضاف المكاري أن “المستشفيات في لبنان غير قادرة على استيعاب الحالات، والأطفال لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس كأقرانهم في باقي أنحاء العالم. أطفال لبنان يعيشون في حالة من الحزن والخوف، يستيقظون يوميًا على أصوات القنابل والطيارات الحربية”. وأشار إلى وجود حوالي 2 مليون نازح سوري، مما يشكل خطرًا وجوديًا على لبنان.

وأكد المكاري أنه “يجب عدم الاستهزاء بالقيم الديمقراطية وسط اللامبالاة العالمية. إن كل إنسان له قيمة، وكل موت يمثل مأساة. الهجمات العشوائية على لبنان، والتي أودت بحياة آلاف الضحايا، هي جريمة حرب يجب ألا تمر دون عقاب، وإلا كيف سنضمن عدم تكرارها؟”.

وتابع المكاري بالتأكيد على ضرورة وقف الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية، محذراً من تجاهل إسرائيل للقانون الدولي، مشيراً إلى “57 ألف اختراق للأجواء، مما يُعد انتهاكًا للقرار 1701”. ودعا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لإدانة هذه الانتهاكات.

وأضاف أن “لبنان بحاجة إلى العائلة الفرنكوفونية الكبيرة للدفاع عن احترام القانون الدولي، وأنه بالرغم من الأزمة الاقتصادية، تلتزم الحكومة بتجنيد 1500 جندي جديد كجزء من التزامها بموجب القرار 1701”. وأكد أن على إسرائيل أن تمتثل لالتزاماتها بوقف الاحتلال والهجمات.

وفي سياق متصل، التقى وزير الإعلام المكاري على هامش القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش، ووزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي.