انتظر جمهور عشاق الدراما العربية طويلاً عرض الجزء الثاني من مسلسل “البحث عن علا”، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول على منصة نتفليكس.

ينتمي المسلسل إلى نوع الدراما الرومانسية الممزوجة بمواقف كوميدية، ويشمل طاقم العمل الممثلة الموهوبة هند صبري، التي تجسد شخصية “علا”، وهي دكتورة وصيدلانية متخصصة في مجال الأعشاب. بعد طلاقها، تتحدى علا الصعوبات وتقرر فتح متجر خاص بمنتجاتها الطبيعية. يحاكي العمل المعيقات التي تواجه النساء المطلقات، خاصة الأمهات، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على فرصهن في بناء علاقات جديدة.

تبدأ أحداث الجزء الثاني بتقديم عقبة جديدة لعلا عندما تضطر للعمل مع كريم، ابن مورد منتجات شركتها، والذي يلعب دوره النجم ظافر العابدين. ورغم المشكلات والخلافات التي تنشأ بينهما، فإن علاقتهما تتطور تدريجياً إلى إعجاب متبادل. يُسلط الضوء أيضاً على العلاقة المعقدة بين الأمهات وبناتهن في مرحلة المراهقة وتأثير الانفصال على الأطفال.

تميزت الثنائية بين هند صبري وظافر العابدين بكيمياء جذابة، حيث يبدو أن تدخّل شخصية “كريم” قد تم بشكل منطقي يعزز تطور القصة، رغم غيابه عن الجزء الأول. أدت هند صبري دور الأم والزوجة والحبيبة بشكل طبيعي، مما أعطى نجاحاً للتعاون مع ظافر العابدين الذي يتمتع بخبرة فنية عالية. تميزت مشاهدهما معاً بمستوى عالٍ من الإبداع رغم بساطة القصة، إذ تُعتبر دراما “الرومانسي اللايت”.

كما قدمت الممثلة سوسن بدر أداءً مميزاً كأم تسعى لتزويج ابنتها المطلقة، ونجحت في تجسيد دور الجدة العربية بشكل واقعي وجذاب. وقد أضفى كل من محمود الليثي وندى موسى وطارق الإبياري لمسة من العفوية على أدوارهم، مما أثرى الديناميكية بين الشخصيات، في حين قدم الفنان هاني عادل أداءً مقنعاً في تجسيد شخصية طليق هند.

ركز المخرج هادي الباجوري على تصوير الشخصيات بطريقة طبيعية وعفوية، مع إضافة لمسات جمالية من خلال المناظر الطبيعية، خصوصاً في اللقطات التي تم تصويرها في فرنسا. يستحق المسلسل المشاهدة إذا كنتم من محبي الأعمال الرومانسية، والنهاية مفتوحة على إمكانية تقديم جزء ثالث، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان القائمون على العمل يخططون لموسم جديد، دون الحاجة إلى الانتظار لسنوات كما حدث مع الجزء الثاني.